حفلات القهوة.. بديل شبابي عصري للملاهي الليلية في سنغافورة

حفلات القهوة.. بديل شبابي عصري للملاهي الليلية في سنغافورة
حفلات القهوة في سنغافورة

أعاد شباب سنغافورة، وتحديدًا أبناء "الجيل زي"، صياغة مفهوم السهرات الليلية بطريقتهم الخاصة، من خلال حضور حفلات راقصة تُقام في ساعات ما بعد الظهر وتنعدم فيها المشروبات الكحولية لصالح مشروبات القهوة الغنية بالكافيين، في مشهد جديد يعكس تحوّلًا ثقافيًا متسارعًا بين فئة الشباب محليًا وعالميًا.

أوضح آدن لو (21 عامًا)، المؤسس المشارك لمجموعة "Beans & Beats"، التي تنظّم هذه الفعاليات في مواقع متنوعة بأنحاء سنغافورة، أن هذه الحفلات تُوفّر تجربة ترفيهية بديلة قائلاً: "القهوة تمنح أحيانًا نفس الشعور بالانتعاش والانطلاق الذي يوفره الكحول، لكنها صحية أكثر وأقل تكلفة"، وفق وكالة "فرانس برس".

وفي إحدى الحفلات التي أقيمت أخيرًا في حي "داكستون" العصري، امتلأ المكان بعشرات الشباب يحملون أكواب القهوة بدلاً عن زجاجات البيرة أو الكوكتيلات، وسط أجواء من الموسيقى الحية والرقص والحيوية في قلب النهار، بدلاً عن ساعات الليل المتأخرة.

جيل يُعيد تعريف "المتعة"

تعكس هذه الظاهرة توجهًا عالميًا آخذًا في التوسع، يتمثل في الابتعاد الطوعي عن الكحول، مدفوعًا بأسباب صحية، واقتصادية، ونفسية، وفق ما أظهره تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في 2024.

وأكّد التقرير أن "الجيل زي" يشهد أدنى معدلات استهلاك للكحول مقارنة بالأجيال السابقة، في ظل تصاعد شعبية حركات تُروّج لأسلوب حياة خالٍ من الكحول على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتتحدث الشابة السنغافورية آشلي تشيان (20 عامًا) عن تجربتها الخاصة، قائلة: "لم أشرب الكحول منذ عام. عندما كنت أعيش في باريس، لاحظت بدايات إدمان، وقررت ألا أجعل ذلك جزءًا من حياتي. حفلات القهوة تمنحني المرح دون الخطر".

تقليل الأخطار الصحية 

لا تقتصر فوائد هذا النوع من الحفلات على تقليل الأخطار الصحية، بل تُوفر أيضًا بديلاً اقتصادياً مقبولاً في مدينة مثل سنغافورة، حيث تُعدّ الحياة الليلية من الأغلى في العالم.

وتُقام هذه الحفلات غالبًا في مقاهٍ أو على أسطح المباني، وتُختتم عادة قبل مغيب الشمس، ما يُتيح للحضور فرصة التقاط صور سيلفي مميزة مع أفق المدينة، دون قلق من الآثار الجانبية الكحولية في صباح اليوم التالي.

وتُشكّل هذه الفعاليات جزءًا من تيار عالمي مشابه تشهده مدن مثل لوس أنجليس، لندن، وملبورن، حيث يختار الشباب الاستمتاع بالموسيقى والمجتمع دون الحاجة للمسكرات.

شكل بديل من الترفيه

رغم نجاح هذه المبادرة، لا يطمح القائمون عليها لاستبدال الحانات والملاهي الليلية كليًا، بل يسعون إلى ترسيخ شكل بديل من الترفيه المعاصر، يلبّي احتياجات فئة من الشباب تُفضل الانضباط الذاتي، وتوازنًا بين المتعة والوعي الصحي والنفسي.

وقال آدن لو: "نحن لا نقول للناس لا تسهروا، بل نقول: هناك خيار آخر، يناسب من يريد الاستمتاع دون خسائر جانبية".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية